ليست مدافعة عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك ولكن هذه القصة شدتني فحبيت ان اوردها لكم لنري سماحة الاسلام واليكم القصة .
اتي شابان الي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجل من البادية فاوقفوه امامه .
قال عمر : ما هذا
قالوا :يا امير المؤمنين هذا قاتل ابانا
قال عمر : اقتلت اباهم
قال الرجل : نعم قتلته
قال عمر : كيف قتلته
قال الرجل : دخل بجمله في ارضي فزجرته فلم ينزجر فارسلت عليه حجرا ووقع علي راسه فمات
قال عمر : القصاص
الاعدام قرار لم يكتب وحكم سديد لا يحتاج الي مناقشة لم يسال عمر عن اسرة هذا الرجل هل هو من قبيلة شريفة هل هو من اسرة قوية
ما مركزه في المجتمع كل هذا لا يهم عمر بن الخطاب لانه لا يحابي احد في دين الله ولا يجامل احد علي حساب شرع الله تعالي ولو كان ابنه القاتل لاقتص منه.
قال الرجل : ياامير المؤمنين اسالك بالذي قامت به السموات والارض ان تتركني لليلة لاذهب الي زوجتي واطفالي في البادية فاخبرهم بانك سوف تقتلني ثم اعود اليك والله ليس لهم عائل الا الله ثم انا .
قال عمر : من يكفلك ان تذهب للبادية ثم تعود الي
فسكت الناس جميعا انهم لا يعرفون اسمه ولا خيمته ولا داره ولا قبيلته ولا منزله فكيف يكفلونه وهي كفالة ليست علي عشرة دنانير ولا علي ارض ولا علي ناقة انها كفالة علي الرقبة ان تقطع بالسيف.
ومن يعترض علي عمر في تطبيق شرع الله ومن يشفع عنده ومن يمكن ان يفكر في وساطه لديه فسكت الصحابة وعمر متاثر لانه وقع في حيره هل يقدم فيقتل هذا الرجل واطفاله يموتون جوعا هناك او يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول وسكت الناس ونكس عمر راسه والتفت الي الشابين :
اتعرفون عنوانه
قالا : لا من قتل ابانا لابد ان يقتل يا امير المؤمنين
قال عمر : ومن يكفل هذا ايها الناس
فقام ابوذر الغفاري بشيبته وزهده وقال انا يا امير المؤمنين انا اكفله
قال اتعرفه
قال ما اعرفه
قال كيف تكلفه
قال رايت فيه سمات المؤمنين فعلمت انه لم يكذب وسياتي ان شاء الله
قال عمر يا ابا ذر اتظن انه لو تاخر عن ثلاث ليال ماذا فاعل بك
قال الله المستعان يا امير المؤمنين
فذهب الرجل واعطاه عمر ثلاث ليال يهيئ فيها نفسه ويودع اطفاله واهله وينظر في امرهم من بعده ثم ياتي ليقتص منه لانه قتل
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد وفي صلاه العصر نادي في المدينة الصلاه جامعة فجاء الشابان واجتمع الناس واتي ابوذر الغفاري وجلس امام عمر
قال عمر اين الرجل
قال : ما ادري يا امير المؤمنين
وتلفت ابو ذر الي الشمس وكانها تمر سريعا علي غير عادتها وسكت الصحابة اجمعين عليهم من التاثير مالا يعلمه الا الله
صحيح ان ابا ذر يسكن في قلب عمر وانه يقطع له من جسده اذا اراد لكن هذه شريعة الله وهذه احكام ربانية لا تنفذ في ظرف دون ظرف ولا علي اناس دون اناس
وقبل الغروب بلحظات
فاذا بالرجل ياتي فكبر عمر وكبر المسلمون معه
فقال عمر يارجل اما انك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك
قال : ياامير المؤمنين والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر واخفي ها انا يا امير المؤمنين تركت اطفالي وزوجتي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لاقتل
فوقف عمر وقال للشابان ماذا تريدان
قالا الشابان وهما يبكيان عفونا عنه يا امير المؤمنين لصدقه
قال عمر ودموعه تسيل علي لحيته الله اكبر جزاكما الله خيرا ايها الشابان وجزاك الله خيرا يا اباذر يوم فرجت عن هذا الرجل كربته وجزاك الخير ايها الرجل الصادق لصدقك ووفائك عهدك
وجزاك الله خيرا يا امير المؤمنين لعدلك ورحمتك
القصة الي هنا انتهت ولكن حبيت ان اوردها لكي اذكركم بسماحة الاسلام الي كل ام شهيد او قتيل وان تعفوا وتصحفوا لهو خير لكم